English Español
USD CNY AED BHD EGP JOD KWD LBP QAR SAR
اللغة
عملة
المركز الشخصي
الصفحة الرئيسية > حديث الوجوه المائلة
أضف الكتاب إلى لائحة الأمنيات
المؤلف: هشام ناجح
الناشر: منشورات المتوسط
تاريخ النشر:  2017
9788899687700 :ISBN
اللغة: عربي
الموضوع: الرواية
الحقوق محفوظة ب: Almutawassit
$7.91 USD
أشتري الآن VIP الشراء عبر الإنترنت
امسح الكود للقراءة بتطبيق تلك الكتب
الكتاب يقرأ بالتطبيق فقط. رجاء تحميل التطبيق بعد شراء الكتاب.
تتبأر رواية هشام ناجح الأخيرة «حديث الوجوه المائلة» حول الهوية وأسئلتها الحارقة بحثاً عن الأنوجاد داخل مصطرع جديد من القيم والنزوات.
هنا، في هذا المنجز الروائي تتعالق الوجوه وترمي أقنعتها وأقانيمها، من أجل ولادةٍ جديدةٍ، وإن كانت ولادة عسيرة، إلا أنها تؤسس «للامكان، للغة، لوطن حقيقي، بعيداً عن الحدود والحواجز المفتعلة والمصطنعة»، كما جاء في الإهداء. وبهذا المعنى تصير الكتابة بحثاً «منذ البدء، عن الشاعرية التي ربما كانت تجمع الأشياء والكائنات في عالم يأخذ فيه الكل معنى». إن الروائي تحتله شواغل الكتابة وأسرارها المتأتية من شغفٍ نحو الاكتمال الأعمى، بيد أنه يحرص على كونية الكتابة كموقف من العالم والأشياء والكائنات، إلى درجة الصدام مع الجسد (الأنا الفعلية) وقابليته للأفول والزوال.
بهذا المعنى، من الذوبان في بوتقة سرودٍ تتداعى، وتتماهى مع تمزق الذات وتصدعاتها، في مجتمع غريبٍ، مختلف، وأيضاً في اشتباكها مع الذاكرة، حتى السرد في بعض الأحيان، يمور بما هو نوستالجي مرآوي، على سبيل خلق تواشجات عميقة مع ظلال الأمس. يقول السارد:»لم أستطع مقاومة رغبتي الجارفة في الاطّلاع على ملفّ محمد حسّوني. أدركتُ منذ الوهلة الأولى أن الاسم مغربيّ صرف، لكن، لم يسقط على البال، أن محمّداً من نواحي بلدتي، أهله يتسوّقون السوق الأسبوعي لزاوية سيدي سماعين كل يوم اثنين. ساورني فرح لذيذ ومعاشرة روحية مبهمة، وكوّنتُ صورة حيّة بملامح صارمة؛ شارب مبروم على شاكلة شوارب أهلي، رمز الرجولة والذُّكُورة، إذا اشتدّ الخصام بين اثنين عوض أن يُقسم بالله، يُقسم بشاربه الكثّ مهدّداً بحلقه، ويصبح معرّة للرجال في هذا البلد». لقد راهن هشام ناجح على دال الكتابة وشواغلها من أجل تأثيت العملية السردية، وفي ذلك انفتاح وحرية في إبداء وجهات النظر مهما بدت قاسية ومريرة، مقابل سردٍ طافح بالمرارة. هكذا تتقصد الكتابة الروائية عند هشام ناجح، وتتأصل من خلال تداعي الذاكرة وكوجيطو الأنا الحاضرة باعتبارها موجها للحكي، بل هي المتحكمة في مسار الرواية برمتها، وعلى هذا الأساس، لا يمكن قراءة هذه الرواية بمعزل عن جدلية الشرق والغرب، وإن كانت هذه الثيمة مسكوكة ومكرروة، وسبق التطرق إليها في الكثير من الأعمال الإبداعية، إلا أن هذا العمل تحديداً ذكرنا براوية «موسم الهجرة إلى الشمال»، خاصة على مستوى الاشتغال على العلائق المتشابكة مع المرأة، وكأن بهشام ناجح يقول على لسان مصطفى سعيد البطل المحوري في رواية الطيب صالح: «جئتكم غازياً»، وهو فعل متحقق بقوة داخل رواية «حديث الوجوه المائلة» من خلال علاقات السارد مع الجنس اللطيف: مونيكا (الطبيبة النفسية)، طاطا مارثين (عجوز نهر لادور)، كاترين (المرأة البدينة) وهذه العلاقات التي تتعيَّن بوصفها «غزواً» من منظور شرقي هي أوفى رد على الفكر الأمبريالي الغربي. إننا أمام تمظهرات سردية تحاول اكتناه وسبر العلاقات الإنسانية بما تنطوي عليه من حركيةٍ في أفق بناء عمل سردي يتجاوز التجارب السردية السابقة، من خلال توظيف عنصر السخرية حين يتعلق الأمر بما هو هامشي ومتحقق تداعياً داخل فعل السرد.