نبذة عن الكتاب

عالم الريف وقضاياه في الرواية الجزائرية يجدر بنا بداية أن نتساءل: إذا كان حظ المدينة في الرواية -كونها ظلت مركزا لصناعة التاريخ-أوفرا فأين حظ الريف منها؟ ألا يعتبر الريف مكانا أساسيا في تجربة الإنسان؟ ألا يعتبر عنصرا تكوينيا يجسد هو كذلك رؤية الأديب فنيا وتاريخيا؟. لا شك أن ظهور ما يسمى بـرواية الريف (Roman rustique) قد رسخ لدى الروائي القناعة بأن الريف عالم يمكن اتخاذه تجربة كيانية وتحويل موضوعه إلى قضية، كما يمكن أن يشكل منه رمزا وأسطورة. اقتحمت إذن الرواية عالم الريف وظهر تيار في أوروبا ينافح عن القيم الأخلاقية والدينية، عن العادات والتقاليد، وينتصر للزراعة والأرض، ويحمي من أخطار المدينة ومن الهجرة تيار يحاول الروائيون من خلاله أن يثبتوا أن الرواية بنت الحكاية التقليدية وليست بنت المدينة، فكان الإلحاح على ترسيخ ملامح الريف وذلك برصد الحياة الريفية يدفعهم (الحنين إلى الفردوس المفقود) وسكون الحياة الريفية. رواية الريف إذن نتاج طبيعي لإحساس الروائي العميق بالانتماء إلى الأرض و إلى القرية الهادئة الوادعة التي ظلت تحافظ على نقائها، وعلى بساطتها فلم تطلها المدينة بحضارتها فتفسدها.