نبذة عن الكتاب

«أبابيل الغياب»، اشتملت على اكثر من قصيدة من مثل:»كلام خفيف، غيم جبان، صديقي البحر،وصية لأبناء قلبي، كن على حذر من المرآة، لو بكى الظل، كطفلة يُمرنك الهديل، الى طفلة تسمى في الأرض فاطمة، لو كانت على الأرض، امرأة من أجل القصيدة، بلا أسماء، صهيل الياسمين، مطر أنثوي» وقصائد أخرى مسكونة بالألم والغياب والرحيل والعشق الدفين، ويحاول الأسمر في هذا العمل الشعري الجديد والمختلف عن أعماله السابقة بإيقاعه وتحولاته المنسجمة مع الكثير من الرؤى المنبثقة من مخيلة خصبة لاكتشاف ما هو جمالي في عوالم اللغة، اللغة التي تستقرئ الواقع الأليم لتقف على محطات ايقاعية في الحياة، إيقاعية الذات وانصهارها مع مجريات الميحط في المعطى اليومي.
وكما نجد الشاعر الأسمر يرسم لنا صورا بانورامية تتجادل بلغتها وفلسفتها وتشكيلاتها اللغوية المبهرة وكذلك الحوارات المبنية ضمن مضامين تبحر في عذابات الروح وتجلياتها، فكان البحر والقصيدة الطفلة والأرض سمفونية الروح وكانت عواصف البحر ورياحه تمشط جدائل الأرض بمطرها الأنثوي، وكما تبرز في ثنايا القصائد حالات عدة من الغياب والفقدان حالة من التوق الى ما هو جميل في هذا الكوكب المسكون بتاريخ الوجع، هذا الى جانب حضور أشكال من الخراب..الخراب الذي حرق الأرواح وسكن الأرض، ولا يخلو الديوان من القصائد التي تمعن في العشق وما استوطن قلب الشاعر من شغف وعشق تجاه أنثاه.من أجواء الديوان ومن قصيدة «لهذا رسمت البحر»، يقول فيها:
«كان جاثيا على ركبتيه
يستدرج من تأملها فيه بعض النجوم
ويلتقي بالسماء
كان يدلي على كفها باعترافات الغيوم
ليبصر طفلة
بعثرت شعرها صدفة للغناء
لهذا رسمت البحر
وكان الحلم قربي
كعجوز يلعب بالحصى».