English Español
USD CNY AED BHD EGP JOD KWD LBP QAR SAR
اللغة
عملة
المركز الشخصي
الصفحة الرئيسية > شارلي
أضف الكتاب إلى لائحة الأمنيات
المؤلف: نبيل قديش
الناشر: دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردن
تاريخ النشر:  2016
9789957307905 :ISBN
اللغة: عربي
الموضوع: العامة
الحقوق محفوظة ب: Fadaat for Publishing & distribution
$9.04 USD
أشتري الآن الشراء عبر الإنترنت
امسح الكود للقراءة بتطبيق تلك الكتب
الكتاب يقرأ بالتطبيق فقط. رجاء تحميل التطبيق بعد شراء الكتاب.
أحدثت الرواية الجديدة جدلا إعلاميا بسبب ما حفّ بترشّحها لجائزة معرض الكتاب في دورته الأخيرة من أسرار فصّلها لنا الروائي بقوله «وقع خلاف كبير بين أعضاء لجنة التحكيم قبل الإعلان عن الفائز بجائزة الرواية. كانت هناك منافسة قوية بين روايتي ورواية «ريكامو» ليوسف رزوقة، مما استدعى تدخل مدير المعرض ليُنهي هذا الخلافَ. وقد خرجت تسريباتٌ عن تتويج روايتي بالجائزة قبل ليلة من الإعلان عنها. ثم أُعلنَ في ما بعدُ عن فوز رواية يوسف رزوقة بها». وهو تفصيلٌ إذا ما تأكّدت صدقيتُه صار مُفسِّرًا لما قيلَ عن وَهَن معرض الكتاب التنظيميّ، من حيث مقاطعةُ الفاعلين الثقافيين التونسيّين له بسبب إقصائهم من أنشطته، ومن حيث تهافتُ مضامين الندوات الثقافية المُنجَزة، وطغيانُ الشلليّة في تحديد أسماء الضيوف الأجانب.
تُوغل روايةُ «شارلي» في أعماق محافظة «باجة» في الشمال الغربي التونسي، وتتخذ بلدةً فيها نائيةً فضاءً أثيلاً لحكايتها التي تمتدّ من آخر زمن نظام بورقيبة إلى بداية زمن حكم بن علي، وهي فترة من تاريخ تونس المعاصر عُرفت بهشاشة مؤسّسات الدولة وتنامي الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي انتهت بانقلاب 7 نوفمبر/تشرين الثاني. وقد توزّعت الرواية على ثمانية وثلاثين فصلا في كل واحد منها سردٌ لحكاية صغرى هي من الرواية إيقاعٌ ينضافُ إلى إيقاعاتها السرديّة ومشهَدٌ يعضد نماءَ أحداثِها التي راحت تتخلّق وفق تقنية كرة الثلج؛ إذْ ما إن تدخل شخصية جديدة في حلبة الحكاية حتى تستدعي شخصيةً أو شخصياتٍ أخرى لها صلةٌ بأفعالها، فإذا الرواية كثيرة الشخصيات، ثرّة الأحداث، لا تغفل عن أيّ تفصيل يمكن أن يُثري شعريتها، وإذا بقارئها ينشدّ إليها ويستجمع جهد ذاكرته حتى لا تختلط عليه حبال السرد بفواعله ومفاعيله. ولئن بدا واضحا في الرواية اتكاؤُها على حكيٍ خطيٍّ فإننا لا نعدم في بعض فصولها وجودَ تهشيم لتلك الخطية التي نُرَجّح أن الكاتب قد لاذ بها سبيلا إلى منع ما يمكن أن يعتور كتابتَه من ملل.
اختارت الرواية أن تُعيدَ إنتاج منظومة الحكم التونسية المُهترئة ضمن حدود البلدة الصغيرة النائية لكي تُسائلَ أسبابَ ذاك الاهتراء، ولِتُفكِّكَ الذهنية الاجتماعية التي تعتاش منه وتحافظ عليه وترى فيه قَدَرًا سياسيا محتوما، وإذْ تفعل ذلك تفعله دونما حشرٍ منها للأيْديولوجيات داخل متنها أو سعيٍ إلى تطهير فئة من الناس على حساب أخرى، فالكلّ فيها مُدانٌ، والكلّ يشي بالكلّ ويُراقبه، والكلّ مسؤولٌ عن تردّي الوضع الاجتماعي الذي بات معطوبًا، وأضحى المكرُ فيه والخيانةُ وقِلَّةُ الحياء أسبابا ضروريةً للعيش.