نبذة عن الكتاب

المجموعة الحاضرة بعض نتاجها وهي قصص قصيرة وقصيرة جداً و"جدائل" من خواطرها المبكرة تكاد تتجمع فيها ضروب الفن القصصي المعروفة من "خبر" و"مقالة قصصية" و"قصة قصيرة" تنمّ جميعها بوضوح وشفافية على "حساسية" كاتبتها وفيض مشاعرها وقوة اللمح الشعري فيها، وعلى رومانسيّتها بالمعنى الواسع لمفهوم الرّومانسية في القصة القصيرة تحديدا". إنه المفهوم الذي ينهض على "اللمحة الشخصيّة" لأنَّ القاصّة تنظر في قصص المجموعة، التي تكاد تنحصر في إطارين: اجتماعيّ وقوميّ وطنيّ، تنظر إلى الحياة من زاوية معينة، وتتلقاها بحساسيّة خاصة، وترى أبطالها، في كثير من الأحيان في "أزمة" و"امتحان" أو في "حالة من حالات الدوار في الموجة الدائرية"، وتحاول أن تلفّهم أو تلفّ نفسها، في الجانب القومي الوطني، بلفاع رقيق من "الرّمز" الذي لا يفوت القارئ الواعي ابن الظروف السياسيّة والاجتماعيّة المتباينة المتلاطمة التي نحياها؛ وينسحب عليها، لهذا، تعريف القاص والناقد الإيرلندي فرانك أوكونور Frank O'Connor لكاتب القصة القصيرة بأنه لا يطمع في تصوير الحياة الإنسانية كافة، بل يختار نقطة ما يتناول منها الحياة، حتى يكاد ينسحب على أغلب قصص مجموعتها سمات القصة القصيرة من حيث اختيار أشخاصها من بين الأفراد العاديين، ومن حيث بساطة التعبير التي اقتضتها بساطة هؤلاء الناس وطبيعة مواقفهم، وإن جنحت القصة بين الحين والحين إلى اللغة "الكلاسيكيّة" أو الكلاسيّة باستعمال عدد من التعبيرات والاصطلاحات المأثورة الشائعة، ولعل جدّيتها في التعامل مع اللغة وكثرة محفوظها منها وطبيعة تخصصها هي التي أغرتها بهذا الجنوح وساعدتها عليه.