نبذة عن الكتاب

يُحكى أنّ .. الشَّنْفَرِي، شاعرٌ جاهليٌ شريد، اختلفت العرب في قصته وسيرته واسمه ولقبه وميلاده ووفاته، فكان الاسم الأقرب : ثابت ابن أواس الأزدي، وبعضهم قال إن الشَّنْفَرِي - بالياء - هو الاسم الحقيقي، ولقبه الشَّنْفَرَىٰ - بالألف - وتعني الغليظ الشفتين، فهو من أم حبشية، ضُرِبَ به المثل في سرعة الجري وقيل إن الخيل لا تدركه، وأيضاً أطلق فيه المثل «أعدى من الشَّنْفَرَى». توفي في عام 525 م أو 510 م منهم من قال قبل الهجرة بسبعين عاماً. اتجه إلى الصعلكة متمرداً، بعد أن قال يوماً لابنة مولاه : «اغسلي رأسي يا أُخيَّة»، فلم يُعجبها ما ناداها به، فلطمته، وحينما استفسر عن سبب ذلك؛ أُخبِرَ بالحقيقة، أن من يربونه ليسوا بأهله، حيث أخذوه أسيراً، وهم قتلة والده، فعقد العزم على أن ينتقم، حالفاً أنه سيقتل مئة رجل منهم، واستمر في مهاجمة قبيلة الأزد، حتى قتل منهم تسعة وتسعين رجلًا، لكنهم رصدوا له كميناً في النهاية فأوقعوا به وقتلوه ومثلوا به تمثيلاً. ويقال إن حلمه تحقق بعد وفاته، طرح رأسه أرضاً، مرّ به رجلٌ منهم فضرب جمجمته بقدمه، فعُقرت قدمه فمات منها، فتمت به المائة. فكان له ما أراد. لذا يعرف الشَّنْفَرَى بالشاعر الذي أوفى بوعده، بعد أن قُتل. وهو صاحب لامية العرب التي مطلعها : أَقِيمُوا بَنِـي أُمِّي صُدُورَ مَطـِيِّـكُمْ فَإنِّي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ .